الاثنين، 21 نوفمبر 2011

تفريج الكربات وصناعة السلام



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم الذي قال : (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا ما فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم )) رواه مسلم .
التفريج : هو كشف الهم وإذهاب الغم ورفع الضرر.إن السعي في تفريج الكربات وقضاء الحاجات من أعظم الطاعات والقربات وسبب لنيل الرضى من الله عز وجل ، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي ومصالحه لا تتم إلا بالتعاون مع الآخرين ، فأحتياجاته كثيرة وكرباته عديدة.


فما من مسلم يفرج عن مسلم كربة من كربات الدنيا إلا وأفرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة قال الرسول (ص) : من سره أن يُنجيه الله من كرب يوم القيامة ، فليُنفس عن معسرٍ أو يضع عنه )).

ويقول الرسول : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ، ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة من كربات الدنيا إلا وأفرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة .

فمن سعى في تفريج كربات الآخرين يسعى في واقع الأمر في تفريج كربته يقول تعالى; (( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ))  فأكثروا من الخيرات فكما تدين  أعمل ما شئت فإنك ستجزى به.

أيها المؤمنون من أراد أن يستجيب الله له دعائه فليفرج من كربات المسلمين لأنه من أعظم أسباب إجابة الدعوات قال الرسول (ص) :
(( من أراد ان تستجاب دعوته ، وأن تكشف كربته : فليفرج عن معسر )) رواه احمد.

لقد تسبب ضعف الإيمان في عدم السعي في تفريج الكربات وقضاء الحاجات إلا بمقابل وعوض ، فلا نجد اليوم من يقرض الناس قرضاً حسناً ، مما أدى إلى انتشار التعاملات الربوية على مستوى الافراد والدول والجماعات ،يسمونه بهتاناً وكذباً بالفائدة ، فقد نسى الناس فوائد تفريج الكربات وقضاء الحاجات  مما أضطر الناس للتعامل بمثل هذه المعاملات فإنا لله وإنا أليه راجعون .

إن المؤمن يوقن إن الله عز وجل هو الذي يجيب المضطر ويكشف الضر  ، وإن الفرج الاعظم يأتي من الله فقال في محكم كتابه الكريم:
(( قُل الله يُنَجيكُم  منها ومن كل كربٍ )) سورة الأنعام

فيما سبق يتبين لنا إن مساعدة الناس والسعي لتفريج كروباتهم له دورٌ كبير في نشر السلام ونشر روح المحبة التي أوصانا بها الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
فيا عباد الله أحبوا بعضكم البعض وأعملوا بما أوصاكم به الله ورسوله الكريم

اللهم أجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه .ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .اللهم وحد صفوف المسلمين وأعني على طاعتك وعبادتك وصلي اللهم على نبيك الكريم أفضل الصلاة والسلام .

الشيخ
حمزة عبد الله محمد
إمام وخطيب جامع عقبة بن نافع

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق