الاثنين، 21 نوفمبر 2011

مهلاً يا أيها المتنطعون فالإسلام دين المحبة والسلام



الإسلام دين ارسى معالم المحبة والسلام بين أبناء ادم عليه السلام ولذا حين نتأمل نصوص القران والسنة يظهر لنا جلية إن الإسلام جاء ليعلم البشرية أسس السلام والتعايش والإخاء بين مختلف الطوائف البشرية وحدد لذلك قواعد وضوابط كي يتنعم الخلائق من هذا النبع الصافي ويتذوقوا معنى الحياة والوئام والألفة في ظلال هذا المنهج الرباني ويجذر فيهم معنى الأخوة والسلام كما ذكرهم بماضيهم حين كانوا يعانون ضنك العيش ومرارة الحياة فتمنحهم دفء الأخوة وحلاوة الوئام .


((وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)) وكانت هذه التوجهات الربانية منهلا عذبا للجيل الأول الذين حملوا للبشرية السلام والإسلام فتربوا في شواطئها ورسخت فيهم معاني الخير والتعاون فكانوا حقا اُمةً وسطاً ، وانطلقوا يعلنون الإخوة الإنسانية ويبشرون بالدعوة العالمية ويبطلون كل عصبية ، وسلكوا الى تحقيق ذلك كل السبل النظرية والعملية.

1- قرروا وحدة الجنس والنسب (( فالناس لآدم ولا فضل لعربي على عجمي ولا اسود على احمر الا بالتقوى، وفهموا حكمة التقسيم الى شعوب وقبائل انما هي للتعارف لا التخالف والتعاون لا التخاذل والله رب العالمين يراقب هذه الاخوة ويرعاها ويطالب عباده بتقريرها ورعايتها والشعور بحقوقها وواجباتها والسير في حدودها ويخاطبهم ((يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من دعا الى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية)) وبهذا قضى الاسلام تماما على التعصب للاجناس او الالوان .

2- قرروا وحدة الرسالة ولهذا جاء النبي عليه الصلاة والسلام ، رسولا عالميا ولا رسولا اقليميا واعلن القران هذه العالمية فقال ((تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)) وقال ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)) وقال ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)) ولقد كان الناس يتساءلون من قبل هذا كيف يكون فرد واحد من امة واحدة رسولا للبشر جميعاً فجاء هذا العصر الذي انمحت فيه المسافات ، وتجمعت فيه أطراف الأرض بهذه المواصلات وتشابكت فيه مصالح الأمم والدول والشعوب حتى لكأنها بلد واحد كبير لا ينفك جانب منه عن الجانب الأخر .

3- قرروا معاني الرحمة والحب والإيثار والإحسان لقد دعم الإسلام هذه المعاني النظرية والمراسيم العملية ببث أفضل المشاعر الإنسانية في النفوس من حب الخير للناس جميعا والترغيب في الإيثار ولو في الحاجة ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة ٌ)) علماً إن هذه العواطف تجاوز نطاق البشر وصولا الى شمول الحيوان بها فأبواب الجنة تفتح لشخص سقى كلبا وتبلغ الجحيم الأخر لأنه حبس هرة بغير طعام ، فتأملوا .

* وحده الجنس والنسب
*وحدة الرسالة
*الرحمة والحب والإيثار والإحسان
هل بعد هذا من سلام؟
وما ذلك كله إلا إثراً من آثار الرحمة التي يعشها الإسلام في نفوس المؤمنون فهو ولا شك دين الرحمة ... وهو لا شك دين السلام .


الشيخ
سامال جبار البازياني

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق