الاثنين، 21 نوفمبر 2011

الإسلام دين السلم والسلام



الحمد لله رب العالمين ، ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك .

وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأليه المصير .

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ناشر الحق وقاهر الباطل دعى إلى الله تعالى وحده لا شريك له حتى أتاه اليقين .


اللهم صلي عليه وعلى أخوانه الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من الصادقين الصالحين الى يوم الدين وسلم عليهم تسليماً كثيراً كثيراً
أما بعد : 
فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته ولزوم أوامره واجتناب نواهيه فالتقوى شعار المؤمنين و وثار المتقين ووصية الله ورسوله فيّ وفيكم أجمعين قال تعالى 
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون )) سورة الحشر
أيها الإخوة الأعزاء : 
الإسلام دينٌ سماوي  نزل للبشرية جمعاً من الله تبارك وتعالى خالق البشر والحجر والشمس والقمر وخالق كل شيء وهو مع الأديان السماوية الأخرى يدعو الى توجيه الإنسان في كوكب الأرض الذي خلقه الله للبشرية موطناً الى الحياة السعيدة والاستقرار والأمان  ووضع الله عز وجل للإنسان بالأديان تعاليم للحياة لكي يستطيع الإنسان أن يعيش مع الآخرين ويواكب الحياة على هذا الكوكب ، فالإنسان بطبيعته يميل الى الأنانية لنفسه أو الشخصية فهو دائماً يبحث عن مصالح نفسه أولاً ويقدمها على الغير ولو لم تكن هناك شرعة لتحولت الحياة جحيم لا يطاق أمام أنانية الإنسان ونحن نرى في ذلك في حياتنا اليومية ونحن مسلمون وحتى في الأسرة الواحدة بين أفراد الأسرة كيف الأنانية تعمل عملها .

فجاءت الأديان السماوية وخاتمتها الإسلام لتنظيم الحياة البشرية على هذا الكوكب بتعاليمه العظيمة السامية لترتقي بالإنسانية الى مقام العبودية لله وحده ومقام الأخوة في الله 

قال تعالى (( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد  إلا الله و لانشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضً ارباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدُ بأنا مسلمون )) سورة آل عمران .

وقال تعالى أيضاً (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) سورة الحجرات .

وأعلموا أيها الإخوة الأعزاء إن أساس العبادة التي نحن مأمورون بها كما قال الله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) هو الإصلاح بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني سامية إذ لا توجد عبادة بدون أصلاح ومصلحين ، ومن أنواع الاصطلاح وأهمها هو إصلاح النفس المتلبسة بلباس الجسد وهي اشد خصم يواجهه الإنسان في كل وقت وإصلاحها لا يتم إلا بالطاعة لله سبحانه وتعالى ، وترك المعاصي والالتزام بأوامره و نبتعد عما نهانا عنه ومحاربة الشهوات وتحقيق أعلى مراتب التكامل الأخلاقي والروحي وبدون أصلاح النفس لا يمكن أن تصلح الآخرين وخير دليل على ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم :
(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) فبداية الإصلاح تكون في النفس البشرية فبعد أصلاحها نستطيع أصلاح الآخرين في الأرض فالهدف الأساسي والرئيسي من الإصلاح هو القضاء على الظلم والفساد في الأرض بكل أشكالهما كالفساد الاجتماعي والإداري .... الخ .

ولا يتم ذلك إلا عن طريق المصلحين وهم الأنبياء والمرسلون ، من سيدنا آدام عليه السلام إلى خاتم الأنبياء (محمد) عليه أفضل الصلاة والسلام وبعده من العلماء والصالحين والمصلحين في كل زمان ومكان .

فكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يدعوا إلى الإسلام في مكة لمدة 13 عاماً لإخراج أهل مكة من فساد ديني وعقائدي وفساد اجتماعي ، حيث حقوق الضعفاء كانت ضائعة وخاصة العبيد ( رجالاً ونساءً ) وكذلك النساء خاصة حيث كانت توئد أي تقتل وليس لها أي حقوق أمام الرجال فكانت حقوقهن مسلوبة قبل الإسلام .

قال تعالى (( وإذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت )) 
وقوله تعالى (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )) سورة المجادلة.
حيث وقع ظلم على تلك المرأة من قبل زوجها وهذه من تركات الجاهلية قبل الإسلام ولقد نصرها الله تعالى من فوق سبع السموات ورّد لها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )حقها في الحياة الزوجية .

فيا أيها المسلمون : الإسلام دين سماويٌ إلهيٌ نزل من عند الله تعالى لإصلاح الفرد والمجتمع بل  الإفراد والمجتمعات بكل ألوانها وأشكالها .

الشيخ
خليل إبراهيم إسماعيل
إمام وخطيب جامع نور الرحمن / عرفة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق