الاثنين، 21 نوفمبر 2011

تقديس الاسلام للسلام


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ، أما بعد :
أيها المؤمنون : يبحث العالم اليوم عن السلام كأقصى ما يتمناه الإنسان وغاية ما ترجوه البشرية في حين نجد إن الإسلام منذ أربعة عشر قرناً مجد السلام وكرمه ثم حققه ونشره بعد غرسه في قلب كل مسلم وعلى لسانه في كل أعماله :
قدس السلام فجعله اسماً من أسماء الله الحسنى التي أمر الله تعالى الناس أن يدعوه بها : (( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )) .


والسلام هو تحية أبي البشر هدية زفتها له الملائكة الأبرار قال رسول الله عليه وسلم ( لما خلق الله تعالى آدم عليه السلام قال أذهب فسلم على أولئك – نفر من الملائكة جلوس – فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال : السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله ، فزادو : ورحمة الله ) متفق عليه عن أبي هريرة ولما جاءت الملائكة سيدنا إبراهيم تبشره بإسحاق قدمت بين يديها عند الدخول تحية السلام : (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام )) وأمر الله تعالى عباده بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه : ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) سورة الأحزاب الآية /5 .

وكما أن الله تبارك وتعالى كرر في ثنايا كتابه الكريم السلام على الأنبياء والمرسلين تكريما لإعمالهم وتخليداً لذكرهم وتعريفاً بفضلهم  ( سلام على نوح ) (سلام على إبراهيم ) (سلام على موسى وهارون ) ( سلام على آل ياسين ) .

ويقول الله في محكم كتابه الكريم على لسان سيدنا عيسى : ( والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حياً ) والإسلام هو دين السلام قال سبحانه : (( يأيها الذين امنوا  أدخلوا في السّلم كافة )) والسلام كلمة مقدسة يكررها المسلم في كل صلاة عدة مرات ثم يختتم صلاته بقوله : ( السلام عليكم ورحمة الله )  وهو خير ما في الإسلام .

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال : ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه .

وجعله سببا مفضياَ إلى المحبة فالإيمان فدخول الجنة فقال عليه الصلاة والسلام : (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ افشوا السلام بينكم ) رواه مسلم .

وليلة القدر التي نزل فيها القران العظيم هدى ورحمة للعالمين وصفها تعالى بأنها :( سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) وأمر نبيه أن يعامل معارضيه وخصوصه قائلا ((فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون )) كما جعل تحية أهل الجنة عندما يلقون ربهم :(تحيتهم يوم يلقونه سلام )  وعندما تتلقاهم الملائكة : ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) وكذلك ينعم عليهم المولى بخطابه الإلهي : (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) سورة ق ، الآية 34.

وأخيرا فقد شرع الإسلام السلام تحية بين المسلمين وحض على إفشائه والإكثار من ترداده كما لقي المسلم فرداً أو جماعة عرفهم أم لم يعرفوهم كما سبق في الحديثة الشريف وجعل ذلك احد الطرق الموصلة الى الجنة فقال عليه الصلاة والسلام : ( يأيها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام :     ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أجمعين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 الشيخ
 محمود عبد الرحمن نجم الدين 
إمام وخطيب جامع سيد المرسلين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق