الاثنين، 21 نوفمبر 2011

حسن الخلق



أما بعد أيها المسلمون قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) 
إخوة الإيمان سبق أني تحدثت عن أخلاقيات هذا الدين الذي يجب أن يفهم على أن الدين المعاملة ، وإن الإسلام هو حسن الخلق . فمن كانت معاملته مع الناس وفق أخلاق رسول الله ( ص ) فقد تحقق فيه معنى الإسلام ( حسن الخلق ) لأنه لا يوجد بشر على وجه الأرض أكثر أخلاقاً من رسول الله (ص) وصدق الله تعالى  حيث وصفه فقال .(( وإنك لعلى خلق عظيم )) لذا فأني أقول لكل من يسمعني أن يجعل من هاتين الكلمتين من جملة المبتدأ والخبر ( الدين المعاملة ) وأن يجعل عنواناً في حياته . وميزاناً يزن بها أعماله ، ومقياساً دقيقاً لتمسكه في دينيه . كما أقول لكل مسلم ، أن يجعل حديث رسول الله (ص) خير الناس أنفعهم للناس . شعاراً له في حياته . 
ومنهجاً عظيماً لأخلاقه . لأن العمل به هو سُلم الوصول الى الخيرية التي طالما بشر بها رسول الله (ص) أهل الإيمان والصلاح بالخير والفلاح بالجنة والنعيم .


 فيا أخي المسلم . لذلك فأنا أحب أن تفهم دينك بصفته الإنسانية ، وليس بصفته الاجتهادية والخلافات المذهبية ، فخير الناس أنفعهم للناس ، ولم يقل أنفعهم للسنة ولا أنفعهم للشيعة ولا أنفعهم للقوميات ولا أنفعهم للمسلمين ، بل قال أنفعهم للناس ، إنه دين الإنسانية دين جاء رحمة للبشرية ، فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه .. كل واحد منا يستطيع أن يعرف إن كانت معاملته مع الناس جيدة ومع أهله وأسرته جيدة وقد أدى ما عليه من الواجبات الشرعية فهذا دليل على قربه من الله . لهذا يقول رسول الله (ص) : (( إن أحبكم إليَّ أحاسِنكم أخلاقاً . وإن أبغضكم إليَّ المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة .

أسمع يا أخي المسلم . عليك أن تفهم مهما كثرت صلاتك وصيامك من النوافل والتطوع فهي لا ترقى الى معشار حسن الخلق وخدمة المجتمع وقضاء حوائج الناس . يقول الرسول (ص) : 
(( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة . قالوا بلى ..قال : صلاح ذات البين . فإن فساد ذات البين هي الحالقة . قال لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ... ))

يا أخي المسلم .. الله الله  بأخلاقك مع الناس فهي نجاتك عند الله ، وعليك بحسن التعامل مع البشر فهي علامة الرضا عليك من رب البشر . جاء رجل الى رسول الله (ص) مِن قِبَلِ وجهه وقال يا رسول الله أي العمل أفضل . قال  : حسن الخلق . ثم أتاه عن يمينه فقال يا رسول الله أي العمل أفضل قال : حسن الخلق ، ثم أتاه عن شماله فقال يا رسول الله أي العمل أفضل ، فقال : حسن الخلق . ثم أتاه من بعده ( يعني من خلفه ) فقال يا رسول الله أي العمل أفضل ، فألتفت إليه رسول الله (ص) فقال ، مالك لاتفقه .. حسن الخلق.

ومن هنا يا أمة الإسلام علينا أن نفهم إن الدين الإسلامي حسن الخلق وبغير هذه الأخلاق يأتي الإنسان مفلساً يوم القيامة ،حتى لو كانت شعائره التعبدية كالجبال .. فإنها تذهب .. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : أتدرون من المفلس ، قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .. فقال (ص) إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة ، وبصيام ، وبزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا . فيعطي هذا من حسناته ،وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار .... وأين مصير المرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم اللبل ولكنها كانت تؤذي جارها بلسانها قال (ص) هي في النار .... وهنا سؤال أقول إذا كان رب العالمين يتجاوز ويعفو ويغفر .. ألا يجدر بالعبد المخلوق أن يتعبد الله بأسمائه الحسنى ويغفر ويعفو ويكون هيناً ليناً سهلاً قريباً . لأن الرسول (ص) يقول حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس .

ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين آمين .

أما بعد  يا أمة الإسلام الدين المعاملة ، ومن هنا فأني أقول إن كل مسلم لا يستطيع الوصول الى مرضاة الله إلا من خلال طريقتين . 

الطريق الأول : علاقة خاصة بينك وبين الله من خلال الاعتقاد الصحيح والشعائر التعبدية . الطريق الثاني . علاقة عامة بينك وبين الناس من خلال المعاملة الحسنة والتي أراها تأخذ 95% من الدين . وتشمل من الدين الأمور الآتية  . مثل إكرام الضيف . وصلة الرحم . وبر الوالدين وصلاح ذات البين . والقيام بالحقوق الزوجية . وتربية الأسرة وأداء الأمانة وصدق الحديث والوفاء بالعهود والعفو وحسن المعشر ، وبشاشة الوجه ولين الجانب بالقول والفعل والعمل . وكف الأذى ، وأن تعفو عمن ظلمك وأن تحب للناس وما تحب لنفسك . وأن لا ترضى للناس ما لا ترضاه لأهل بيتك . وإطفاء نار الفتنة وتوحيد الصفوف والقلوب . ونبذ الطائفية والتحلي بالعقلانية والإنسانية والحفاظ على وحدتهم ، وجمع كلمتهم .

أما الشعائر التعبدية فهي علاقة خاصة بينك وبين الله عز وجل وقد يقصر العبد في الطاعة فيغفر له ربي . ويعفو عنه خالقه ولكن لا يغفر الله الذين يمارسون الظلم والقتل والخطف والترويع . وأين مصير المرأة التي كانت تصوم النهار و تقوم الليل ولكنها كانت تؤذي جارها بلسانها قال(ص)((هي في النار))

ما كانت تؤذي الناس بالأحزمة الناسفة ولا بمسدس كاتم الصوت ولا بالعبوات اللاصقة ، ولا بالدعاوي الكيدية أو الإخبار السرية الكاذبة ، لذلك أنا أتمنى على كل مسلم أن يفهموا دينهم بصفة الإنسانية وليس بالصفة المذهبية . إن الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه بل إن هدم الكعبة أهون عند الله من دمٍ سُفِكَ بغير حق ، هل  المسلم الذي يقتل الناس ويخطف الناس ويعذب الناس ويشتم الناس ، ويلعن الناس ويؤذي الناس ، هل المسلم الذي يثير الفتن ويؤجج النزاعات ، وهنا علينا أن نسأل هل المسلم  من يقتل أخوه المسلم..؟  أهذا عمل أسلامي .بالتأكيد كلا ، والله إن الإسلام بريءٌ من هذا العمل ، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم ألآخر بريءٌ منه . إنما هو تصرف من صاحب فكرٍ منحرف وعقيدةٍ ضالة ، فهو يحمل إثمه وجرمه فلا يحتسب عمله على الإسلام ونسأل أولئك الذين يخطفون الناس ويقتلون الناس ، ماذا استفادوا . وأقول ماذا تقول لربك يا من تقتل النفس التي حرم الله قتلها كتبت شقاوتك بيديك وحرم الله الجنة عليك ، إنك لو صمت الدهر كله وقمت الليل كله وتعلقت بأستار الكعبة تطلب الرحمة والغفران ما نلت غير الخسران والحرمان .

يا أمة الإسلام الاتحاد الاتحاد   . الاعتصام الاعتصام ، الاتفاق الاتفاق ، إياكم والفرقة والاختلاف وكونوا أمة واحدة كما أمركم الله ، اللهم رد المسلمين الى دينك رداً جميلاً اللهم أصلح فساد قلوبنا اللهم من أراد للمسلمين فتنة فخذه أخذةَ عزيزٍ مقتدر 

الشيخ
محمد محمود محمد
أمام وخطيب جامع الرحمة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق