الاثنين، 21 نوفمبر 2011

بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ،  وعلى اله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
  أيها الإخوة   اذا اردنا ان نعرف دين الاسلام بكلمة واحدة قلنا أنه ( دين السلام ).

***  فقد جعل رسول صلى الله عليه وسلم رد السلام حق من حقوق المسلمين، أي ان الانسان حين يرد السلام فليس هذا فضل منه بل هو واجب عليه وحق من حقوق المسلمين عليه
فعن أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال :
" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ  " *           
    ( صحيح البخاري )

*** وكذلك ألقاء السلام حق من الحقوق الواجبه على المسلم 
فقد روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ . قِيلَ : مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعه " *.    
   ( صحيح مسلم )

*** وإلقاء السلام سبب من أسباب التفاهم الاجتماعي ، إلقاء السلام والردّ بالسلام سبب في شيوع السلام بين الناس ،  تبادل السلام سبب للمودة والمحبة التي يجب أن تكون بين الناس ، الله سبحانه وتعالى يقول :

( سورة النساء  )
الحكم الفقهي أن إلقاء السلام سنة ورد السلام واجب بل هو فرض لقوله تعالى :

( فحيوا ) هذا أمر ، والأمر في القرآن يقتضي الوجوب بأحسن منها قال لك : السلام عليكم، تقول له : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال لك : أسعد الله صباحك ، تقول له : أسعد الله جميع أوقاتك ، أي :

بل إن رد السلام على أهل الذمة أو على أهل الكتاب واجب ، كالرد على المسلمين تمسكاً بعموم الآية ، وهذا قول ابن عباس : والشعبي و قتاده  .سواء من  الإنسان المسلم ، أو غير المسلم ، أي إنسان قال لك : السلام عليكم . تقول له : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، 

وإن الله عزّ وجل حينما حدثنا عن سيدنا إبراهيم قال :

( سورة هود )
قالوا : سلاماً ، أي سلَّموا سلاما ، قال : سلامٌ ، قال العلماء : إن كلمة سلام أبلغ من سلاما ، لأن سلاما مفعول مطلق لفعلٍ محذوف ، أُسلمُ سلاماً ، والمفعول المطلق مع الفعل المحذوف يؤلف جملة فعلية ، والجملة الفعلية ليست مستمرة أي أنها وقعت وانتهت ، أما سلام جملة اسمية فيها معنى الاستمرار ، فسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم كانت تحيته أحسن من التي طرحت عليه .

عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : إنَّ رَجُلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ ؟ قَالَ :       تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ".
( صحيح البخاري ) 

أي أن إطعام الطعام سنةٌ نبويةٌ طاهرة ، وتقرأ السلام ، قراءة السلام شيء ورده شيءٌ آخر ، أي أن تطرح السلام ، أن تبدأ بالسلام على من عرفت ومن لم تعرف ،

 وعن أبي أُمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلامِ " *                        
    ( سنن أبي داود ) 

أي أن هذا الذي يسلم على الناس ، ويبدؤهم بالسلام ، أولى الناس وأقربهم إلى الله عزّ وجل ، وعن عمار بن ياسر قال النبي عليه الصلاة والسلام :
" ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالَمِ وَالإِنْفَاقُ في الإِقْتَارِ"*                 
               ( صحيح البخاري ) 
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم :
" أفشوا السلام تعلوا " .
أي يرفع الله من شأنكم ، ويرفع لكم مقامكم في الدنيا ،  أفشوا السلام تعلوا .



  بتطبيق تعاليم الإسلام تجد المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ، إذاً : أفشوا السلام تعلوا ، أفشوا السلام تسلموا ، وعن ابن الزبير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لا حَالِقَةُ الشَّعَرِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ "*                   
   ( مسند أحمد )

" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ "*      
                  ( مسند أحمد )

الشيخ دلير
جامع الإمام الشافعي


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق