الخميس، 31 مايو 2012

التعايش السلمي ونبذ العنف


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين أما بعد قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ((يا أيها اللذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين)).
 من المقطوع قرآنياً إن الإسلام هو دين السلام والمحبة والتعاون والتآخي إنسانيا.
فالقران الكريم أعلن وبصراحة عن لزوم التعايش السلمي بين بني الإنسان إلا من ظلم، فرفع شعاره الشريف يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين وقد ذكر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) أحاديث عديدة في هذا المجال السلمي الإنساني وخاصة في قوله الشريف (صلى الله عليه وسلم)(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ) .
وفي حديث آخر قال (صلى الله عليه وسلم) (وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
وقال (صلى الله عليه وسلم) المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم كما جاء في صحيح مسلم

فهذه القيم الكلية والاطلاقيةأعلاه فيما ذكرته الآية الشريفة أوأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) تمثل بحق منهجا تربويا يمكن تطبيقه على مستوى تعليم الفرد وتربيته في ميدان المجال التدريبي أو مجال الحياة عامة . فالتعاون والتحابب والتسالم فيما بين الأفراد هو ما ينمي قابلية التعايش الإنساني والتعليم وتسريعها وتصويبها .
تأكيد القران لحقيقة الانقياد العلمي لمنهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) في قوله تعالى ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وهنا اقسم الله تعالى بنفسه الكريمة إن هؤلاء لا يؤمنون حقيقة حتى يجعلوك حكما فيما وقع بينهم من نزاع في حياتك ويتحاكموا إلى سنتك بعد مماتك .
ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقا مما انتهى إليه حكمك والحكم بما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الكتاب والسنة في كل شأن من شؤون الحياة من صميم الرضا والتسليم .
فالآية تشير إلى ضرورة قبول الفكرة التربوية المعتدلة والعقلانية واعني هنا مفردة التعايش السلمي ونبذ العنف فرديا ومنهجيا وتقبلها وعدم معارضتها والتسليم لها ذهنيا وعمليا .
فالسلام أو التسليم هما محركان فعليان لإنجاح العملية التربوية للأفراد أو المجتمع وكذا يجب أن يكون مجال الدرس والتدريس أو التعايش البشري قائما على أساس التسالم ونبذ العنف بين بني الإنسان جميعا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين أجمعين .



سيد إبراهيم عباس الموسوي
إمام جامع الثقلين ⁄  تازه
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق