الخميس، 31 مايو 2012

أنت والله


إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان اجتماعيا بطبعه، فان وعي  الإنسان ودوره حسب خلقته يجب عليه إن يؤمن هذا النوع من التعايش مع كافة الناس الذين من حوله، ومن البديهي إن هذا لا يتم بالصورة المتوخاة، ما لم توجد شركة مباشرة مع الله الذي زرع في قلب الإنسان عنصر المحبة واوجب تبادلها بين بني البشر، كما في قوله تعالى: "أحب قريبك كنفسك" والقريب المقصود به هنا كل إنسان يعيش معه ويلتقي به دون النظر إلى الدين أو القومية أو أي شيء آخر، وان يتبادل هذه المحبة التي من شأنها عدم نسيان صاحب الفضل، فماذا لو كان صاحب الفضل هو الله؟

ترى ماذا يعني نسيان الله؟ ألا يعني انهيار صرح العلاقة ما بينه وبين الإنسان لا محال.
فتشاهد إنسان العصر هذا يتذكر الله في الشدة والضيق وحلول الكوارث والنكبات، وينساه لدى انقشاع غيمتها والدخول في عالم الارتياح والتنعم، مثل ذلك السائق الذي يسوق سيارة بسرعة عندما يشاهد حادثا ما في الطريق، يرجع إلى نفسه ليقول هذا من أسباب السرعة فيعدل عن السياقة بسرعة لفترة حتى ينسى ذلك الحادث  فيرجع إلى حالته الأولى وهذه هي المأساة وعندنا نحن في الكتاب المقدس يقول بهذا الصدد (هذا الشعب قد اقترب إلي بفمه وأكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عني).
وهذا ما يفسر الرجوع السريع عن خط الله، نقول أيها الإنسان ارجع إلى خالقك كي تعرف غيرك والسلام.

كور كيس الياس
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق