الأربعاء، 30 مايو 2012

السلام حلم


السلام حلم، تكون الحياة في ظلاله دون كدر الظالمين، أو ممارسة الإرهاب ضد المبدعين،ولهذا السلام طريق شاق مليء بالأشواك، ولكن رغم ذلك لابد من السير عليه،ليعود إلى ذلك العذاب الذي تلاقيه؛ عذاب في سطور التاريخ، عذاب في أذهان الأجيال، لأنهم وجدوا فيه بلسم الجراح  وتعانقوا الأمل في الوقت  الذي صور الآخرون إن الحياة لابد أن يجرى إلى صدام بين المخالفين،لأنهم لم يعرفوا معنى الحياة إلا في صور التسلط على رقاب الضعفاء.

والسلام بهذا المعنى  فارغ  عن المحتوى، سلام اخطر من الحرب، فلا بأس أن تقول بان السلام حلم؛ لان أحلام اليوم هو عين حقائق الغد، السلام الذي نرنوا إليه وننشد له ينتج جيلاً يكون سلماً ومحبة لما في الأرض يبسط أفراد المجتمع فيه أيديهم للبعض جهراً دون وجل للمسيء فيهم حين أراد أن يعانق الحياة ويعرض عن معانقة الخراب والدمار كي لا يكونوا عوناً للمفسدين الذين هم أشبه بالذبابة حين يتنعم في العيش على الأنجاس مستغلاً في ذلك ضعف الضعفاء أو فقر الآدميين، هذا السلام الذي نراه في نهاية المطاف، والنور الذي تراه في نهاية النفق المظلم وتسطر السطور  في وصفه  ما هو إلا حرب  في حقيقته  على من جعلوا البيوت قبراً  لساكنيه، حرب على  الذين يتلذذون  بصراخ طفل فقد حنان الأم وشفقة الأب، حرب على من أثخن جراح الأمهات وأهدى الهم والغم للآباء وأشعلوا الرأس شيباً قبل أوانه وجعلوا الحليم حيران في الحياة وكاد مكرهم أن يزول الجبال  قبل الرجال، وأخيرا فإن  الحاملين لهذا المعنى للسلام وجعلوه حلماً وساروا لتحقيقه على الدرب أدركوا وعلموا إن عليهم دفع ثمنه والثمن بكل فخر هو الحياة ولكن من اجل حياة الآخرين.


 الشيخ سامال البازياني
إمام وخطيب جامع السجادة النبوية

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق