الأحد، 29 أبريل 2012

بين الجد والهزل



من المساوئ الاجتماعية الفاضحة،التي تمارس في المجتمعات ،ذلك الأسلوب اللاخلاقي الذي ينتهجه البعض في طرح أية قضية او موضوع ،خلال سياق حديث ما ،الا وهو أسلوب طرح الموضوع بصورة هزلية ظاهريا ،في حين انه ينشد الجدية باطنيا ،كأن يوجه شخص ما أهانة الى الأخر أو توبيخا من غير مسوغ بقصد الايقاع به أو اثارة الشكوك حوله ،،لكي يعطي انطباعا سيئا عنه فاذا أكتشف أمره ورأى نفسه مرنا ،لجأ الى الزعم بأن الأمر لا يتعدى كونه مزاحا ،وان لم يكتشف كان له ماأراد ،ولابد أن تكون لمثل هذا التصرف نتائج وخيمة وأبعاد غير محمودة العقبى وما أكثر المجيدين لهذا الأسلوب المشين والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات حتى ليخيل إلى السامعين أن حديثه يحتمل الكثير من المزاح ،وهذا أسلوب مدان ،لان الإنسان كل إنسان عليه ان يكون واضحا فيكل مايقول ويعمل ،الااذا اقتضى الأمر إلى السرية وان يعطي فرصا للهزل أكثر من فرص الجد،فالجد هو الجوهر  في حياة البشر ،أما الهزل أو المزاح حتى البرئ منه فهو ثانوي وهامشي 

المهم من هذا الكلام ان يكون الإنسان واضحا وشفافا في تعامله مع الآخرين دون المساس بالمشاعر او الحريات والكرامات ،فاحترام شعور  الآخرين ينمي العلاقات الاجتماعية الصادقة والصحيحة ،من اجل إدخال المسرة في قلوب الجميع فتزداد الهيبة والاحترام ،لان المرء يقيم بما يتفوه به من كلام مثلما يقيم الخزف بالضرب عليه ،ومع كل هذا هناك من الكلام المهذب المصحوب بالنكتة النظيفة التي تدخل الفرح والعزاء الى قلب كسير ،نفس يصارعها القلق ،نعود لنذكر ان لكل شيء محله ومكانه شريط ان يكون سليما لانه اذا زاد عن حده انقلب ضده وقد شبه احد الافاضل الهزل بريح السموم يحرق الثمار في وقت الحصاد .

الأب كوركيس اليأس
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق