الأحد، 29 أبريل 2012

كف الأذى


أما بعد .....

علمنا الإسلام فأحسن تعليمنا، وأدبنا فأحسن تأديبنا، وهذبنا فأحسن تهذيبنا..
ومن آداب الاسلام كف الأذى أو إماطة الأذى الذي هو أقل درجات الإيمان وأدنى شعبة من شعبه وأهون عمل من أعماله.
يقول النبي محمد (عليه الصلاة والسلام ) الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان.

هذا الموضوع كثير المساس بحياة الناس, فكلنا لا يحس بقيمته الإنسانية، حينما يخرج من بيته و يسير في طرقات المدينة فيرى أكوام القمامة وتلال الأوساخ والأنقاض ومظاهر الفوضى تعم في كل مكان..

أما إذا نزلنا إلى الأسواق ومررنا في طرقات المدينة الداخلية.. فهناك سنرى ما لا يسر عدواً ولا حبيب.. حيث يتفنن الناس في ممارسة الأذى و إلحاقه بالناس.

فنلاحظ من مظاهر الأذى :

1. وقوف عربات باعة الفواكه والخضر في وسط الشوارع وتضييق الطرق مما يسبب عرقلة السير أو قطعه. 
2. رمي الأوساخ في كل مكان بلا استثناء. 
3. انتشار البسطيات في الشوارع وعلى الأرصفة بشكل يعيق الناس ويؤذيهم 
4. عرض الكثير من المحلات بضاعتهم بشكل فوضوي ومؤذٍ يؤثر على الناس 
5. وقوف الكثير من أصحاب السيارات بشكل غير نظامي في منتصف الطريق (خط ثاني) وثالث وربما رابع مما يسبب قطع الطريق وتوقف السير وحدوث اختناقات مرورية. 
6. استعمال الكثير من أصحاب السيارات منبه الصوت ( الهورن ) بشكل كثير وبدون مبرر مما يتسبب بإزعاج الناس. 

كل هذا وغيره يتنافى مع آداب الإسلام وخُلق المسلمين في كف الأذى وعدم إيذاء الناس وإزعاجهم.
  قال الله سبحانه وتعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا "
ويقول رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) : 
"إياكم والجلوس على الطرقات, فقالوا يارسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها, قال فإذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه, قالوا وما حقه؟ قال غض البصر وكف الأذى, ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
( رواه البخاري ومسلم )

هذا الحديث بحد ذاته يمثل نظاماً دقيقاً في آداب الطريق وحقوقه..
حيث نلاحظ الحرص الشديد على مراعاة وشعور الآخرين و أحاسيسهم وكرامتهم وراحتهم..

ومن هنا قال العلماء "إن الطريق حقٌ عام لا يجوز استغلاله في المصالح الخاصة بما يضر المارين فيه كما لا يجوز حجز الأرصفة العامة بما يضيق على المارين طريقهم ويسبب إيذاءهم  بل إن النبي (عليه الصلاة والسلام) أمر بإزالة  كل مايؤذي الناس وإماطته عن طريقهم..
و إن أحد صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : علِّمني شيئا انتفع به, قال عزل الأذى عن طريق المسلمين.

ويقول رسول الله (صلى الله وسلم) عن رجل رآه يتقلب في الجنة يقول: مرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لايؤذيهم فأدخل الجنة (رواه مسلم).

وقد سئل الحبيب عليه الصلاة والسلام عن امرأة فقيل له يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار صوامة قوامة ولكنها تؤذي جيرانها فماذا قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم) قال في حقها كلمتين, لا خير فيها هي من أهل النار...


الشيخ / محمد محمود
إمام وخطيب جامع المصلى

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق