الاثنين، 2 أبريل 2012

قبول الآخر سبب في بناء السلام



القبول ينطلق أولا من قبول الذات ,هذه هي نقطة الإنطلاق فإذا لم يتوصل الانسان إلى قناعة راسخة بأن لديه أشياء مهمة في ذاته ممكن أن يقدمها إلى الآخرين وبأن لدى الآخرين أشياء مهمة يقدمونها له فلن يتوصل إلى قبول الآخر
الإنسان مختلف عن أخيه الإنسان باللون والعرق والدين والفكر، وهو اختلاف يضفي على حياتنا تنوعاً ويوسع آفاق معرفتنا، ويحفزنا على التفكير بطرق جديدة، والنظر للأمور بمنظار مختلف.
وطالما أن اختلافنا لا يكون على حساب حياة الآخر أو وجوده، فيجب احترام هذا الاختلاف والعمل على تعزيز ثقافة قبول الآخر، وتفعيلها.
وقبولك لثقافة الآخر لا يعني بالضرورة اقتناعك بها إنما هو إقرار منك بوجود هذه الثقافة وبوجد الاختلاف معها، شرط أن لا تكون تلك الثقافة قائمة على فكرة زوال ثقافتك (هويتك، وجودك، لغتك، دينك، أرضك) أو استبدالها.

فمقولة الرأي والرأي الآخر، جميلة ورائعة، لكن لا يجوز احترام رأي الظالم، أو رأي المحتل، فما إن تسمح لرأيه بالتسلل، تبدأ بتبرير الاحتلال، وتبرير الظلم، وتسقط في هزيمة العقل، وبالتالي هزيمة المنطق في مفهومك.
احترام الاختلاف الذي أتحدث عنه، هو الاختلاف الذي لا يكون على حساب حقوقي أو حساب وجودي وكياني، وهذا الاختلاف الايجابي لن يمنعك من الضحك أو تناول الطعام أو مشاركة من تختلف معه في الدين أو العرق أو الطائفة أو حتى المنهج السياسي، لن يمنعك من مشاركة تفاصيل حياته اليومية من فرح ومن حزن، بل على العكس هذا الاختلاف الايجابي بالذات سيمنحك فرصة مذهلة لتنظر إلى العالم بألوان مدهشة، ويرتقي بذاتك ويصعد بنفسك درجة مهمة في الإنسانية.

السيد
حسام سامي  فياض
عضو مجلس شؤون الطائفة الصابئة المندائييون

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق