الاثنين، 2 أبريل 2012

لم التدخل



(( من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ))

التدخل في شؤون الآخرين عمل غير مرغوب فيه إذ يهوى فريق من الناس هذا كنوع من الهواية أو حب الظهور أو إلحاق الأذى للغير ، ومن هنا يشعر المُساء إليه بنوع من الإذلال عندما يتدخل أحدٌ في خصوصياته متطفلاً ليس إلا ، ومن البديهي أن يولد الشعور بالإذلال نوعٌ من الحقد والكراهية ومن ثم التفكير بالانتقام للإرادة المهدورة ، ذلك إن التدخل في شؤون الغير بلا مبرر يعتبر مساً في الشرف وإهانة الكرامة ، وبخاصة إذا كان القصد من التدخل هو الانتقاص من شخصية الفرد وتحجيم حريته ومن ثم فقدان الإنسان لشخصيته وكرامته ، وهذا ما يحصل ليس فقط بالنسبة إلى الأفراد ، بل إلى الشعوب أيضاً ، عندما تتدخل دولة بشؤون دولة أخرى لأغراض سياسية ومطامع نفعية ، ومن دون ذلك الشعوب الضعيفة التي تحتل من قبل الدول القوية ، فقد يتمادى المحتل في تصرفات شاذة بعيدة عن الروح الإنسانية
فيشعر المحتلون أنهم مسلوبوا الكرامة ، بل وكأنهم عبيد لأسياد ظالمين . هذه الصفة المقيتة هي غير مستحبة في نظر السماء والأرض لكون مثل هذا التدخل لا بد أن يكون له تداعيات ضد الإنسانية ومما يؤسف له حقاً إن هذه الصفة شاعت اليوم بشكل رهيب في مختلف المجتمعات إلى درجة إنها أصبحت جزءاً من حياة معظم الناس ، الذين يحاولون مصادرة حرية الشخص في حين إن الله سبحانه وتعالى خلق ومنذ البدء الإنسان حراً في اختياره وسلوكه الذي لا يرى فيه غلاضة، رغم إن هذا الفعل السيئ لا يخفى على الله حتى وإن تم في الخفاء .. لا تقل لن يراني الله ، سأختفي من وجه الله فمن سيذكرني في السماء، إن أفعال البشر أمامه كل حين فهي عن عين الله لا تخفى.

الأب القس
كوركيس اليآس كوركيس


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق