الخميس، 31 مايو 2012

مقتضى الأخوة الإسلامية



الحمد لله الذي بعث محمداً(صلى الله علية وسلم) بالهدى ودين الحق فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وجمع به بعد الفرقة وألف به بعد العداوة والحمد لله الذي جعل التآخي بين المؤمنين من مقتضيات الإيمان واوجب عليهم ما يقوم هذه الإخوة من الدعائم والأركان وأشهد إن لا اله إلا الله وحده، لا شريك له، الملك الحق الديانة واشهد أن محمدا عبده ورسوله اشرف بني الإنسان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى وحققوا إيمانكم بتحقيق ماجاء به نبيكم (صلى الله عليه وسلم) طلبا وخبرا فأن السعادة لا تحصل إلا بامتثال أمر الله ورسوله والسير على نهجه وطريقه.
أيها الناس:قال النبي (صلى الله عليه وسلم ) )) المسلم أخو المسلم لايضلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة((
هكذا أخبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بأن المسلم اخو المسلم وأمر بذلك في قوله: ( وكونوا عباد الله إخوانا) فهذه الأخوة التي أمرنا بها ليست أخوة في اللسان فحسب ولكنها أخوة عميقة كامنة في النفوس والقلوب غراسها أخلاص الود وثمراتها المعاملة  الحسنة لأخيك والذب عنه أخوة تقتضي ان تحب لأخيك ماتحب لنفسك تحب ان يكون صالحا ان يكون عزيزا ان يكون قويا ان يكون غنيا ان يكون متخلقا بالأخلاق الفاضلة كما تحب لنفسك ان تكون كذلك تسعى في نصحه وارشاده وتقويمه سالكا بذلك احسن السبل لحصول
المقصود كما تحب ان يسعى لك هذا: تكره لنفسك فتكره ان يكون فاسدا ان يكون ذليلا ان يكون ضعيفا ان يكون متخلفا بالاخلاق السافلة تكره ذلك كله لأخيك كما تكرهه لنفسك لا يكفيك أذا كان اخوك ورايته على حال لاتحبها لنفسك أن تدعو الله له بالأصلاح حاله بل ادع الله له واستعن بالله على فعل الأسباب التي تنقذه مما تكره ، من واجبات هذه الأخوة ان لا تظلمه. لاتظلمه في دمه ولاتظلمه في ماله ولا تظلمه في عرضه كما أنك تكره ان تظلم في هذة الامور هل من الاخوة ان تاكل مال اخيك بغير حق هل من الأخوة ان تعتدي على حقوقة؟ هل من الاخوة ان تقطع رزقة فتبيع على بيعه وان تؤجر على أجارته وان تفالح على مفالحته وان تخطب على خطبتة هل ذلك من الاخوة هل من الاخوة ان تخدعه وان تغدر به اذا عاهدته ان تغشه اذا عاملته هل من الاخوة ان تتبع عوراته ؟ فتعلنها وتنظر الى حسناته بعين الأعشى فتسترها هل من الأخوة ان تعتدي على عرضه تغتابه فتأكل لحمه ميتا في كل مجلس لقد شاعت هذه المعصية في الناس وتهاونوا بها واحتقروها مع انها من كبائر الذنوب سئل النبي ( صلى الله عليه وسلم) عن الغيبة فقال "هي ذكرك اخاك بما يكره قيل : يا رسول الله أرأيت ان كان في اخي ما اقول. قال ان كانت فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته". ولقد صارت الغيبة في مجتمعنا عند بعض الناس من فواكه المجالس حتى لاتعمر مجالسهم الا بها نسأل الله لنا ولهم الهدايه .
نعود إلى الحديث فإذاً رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( ومن كان في حاجه اخيه كان الله له في حاجته)
ما اعظم هذا من ثواب نقد عاجل يكون لأخيك الحاجه وتقوم بها وتعينه عليها فيقوم الله بحاجتك ويعينك عليها فحقيق بمن امن بهذا – وكلنا نؤمن به ان شاء الله – حقيقة ان يكون في حاجات اخوانه دائما يغيث الملهوف وينصر المظلوم ويعين العاجز ويصلح بين المتخاصمين ويؤلف بين المتعاديين ويقضي حاجه من لايستطيع قضائها فيطعم الجائع ويكسوا العاري ويسقي الظمآن ويدل الأعمى على الطريق ومن كان في حاجه اخيه – قليله كانت ام كثيرة – كان الله في حاجته والجزاء من جنس العمل ومن كان الله في حاجته فلا بد ان تقضى حاجته وتيسر اموره. يقول: النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .( المسلم اخو المسلم لايضلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجت اخية كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامه ) اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى : ( ياأايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمه الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ....الخ

الشيخ محمد محمود 
أمام وخطيب جامع الرحمن 

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق