الثلاثاء، 28 فبراير 2012

( العـــــــــــفو )


"الضعيف لا يمكنه العفو، فالتسامح شيمة الأقوياء"
من اقوال غاندي

إن العفو والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب والبلايا والمصائب، موقف سلوكي وأخلاقي، أبلغ في تعبيره عن الكلمات، وأقوى في تأثيره من العبارات، وأوضح في خطابه من ضوء الشمس، وأهدى في معناه من نور القمر. وهذا السلوك يعبّر عن قوة الشخصية فليس الشديد الذي يفوز في حلبة الصراع بقوة جسده، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، ويتحكم في انفعالاته في أوقات يومه المتقلبة، وبالتالي هذا السلوك كأنه يفصح لنا بدون كلام عن قوة هذه الشخصية التي تعفو، ويعبّر عن سلامة النفس من الحقد.

فالذي يقيد الإنسان ويكبّل حركته، و لا يمنحه الحرية والاستقلالية، هي ذات السلوكيات حينما تمتلئ بالحقد والغل والحسد، فلا تعرف في قاموسها كلمة العفو أو التسامح، وإنما تجنح إلى الانتقام والتشفي و الأخذ بالثأر، فالحقد في النفس بركان لا يهدأ, وإعصار يدمر كل شيء .ومن هنا يأتي العفو والتسامح إشارة بيضاء.
وأخيراً فإن التسامح تعبر عن  نقاوة القلب من الروح العدوانية، و القلب الأسود له فنون في العداء، وألوان من الإيذاء، وكلما ازداد في العداوة ازداد سواداً، وكلما أوغل في الإيذاء، اشتد ظلاماً، وهذا هو سر بقائه مرهون بالروح العدوانية، يستمد منها حياته، وفي الحقيقة هي تميته في كل لحظة، فصاحب هذا القلب قبر يتحرك في الحياة، وليس لمثل هذا خُلقت القلوب !
أخبرني والدي العزيز بقصص عظيمة وقعت بين الناس وكان أكبر ما في القصة هو التسامح والصلح والصفح بين الناس... حتى أنه أخبرني بأن جماعة من الناس قتلت وسلبت من جماعة أخرى فما كان من الآخرين إلاّ الصفح والتسامح وهم اليوم بين أنساب وأصهار...
فنحن نعمل الكثير من الأشياء الجيدة إلا أن هناك حاجز غليظ لا نقدر على تجاوزه وهي مسألة الصفح والتسامح والصلح.
فدعوتي لكم ولكل المتخاصمين أن يعترفوا بأخطائهم وأن يتقبلوا الآخر وأن لا ينتظروا أن يطلب الآخر البدء في الصلح والمصالحة، وأن يتوجهوا هم لطلب العفو. 


السيد
إحسان ماجد عبد الرزاق
عضو مجلس شؤون الطائفة الصابئة المندائييون

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق