الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الصداقة



من الأمور المهمة في حياة الإنسان اختيار الصديق، وعندما نقول الصديق، ذلك الشخص الوفي الحميم، بما تعنيه كلمة الصداقة من حب وتفان وعون لأجل الأخر، ونحن ألان في أمس الحاجة لتعليم أبنائنا والجيل الصاعد كيفية اختيار الصديق والابتعاد كاملا عن أصدقاء السوء والذين يثيرون المشاكل والصعوبات، إن الصداقة ليست في تبادل الأحاديث والمجاملة والزيارات والابتسامات العريضة، بل هي خلق وأمانة وإخلاص وود، فالصديق الوفي المخلص لا يكسب فقط ثقة صديقه أو أصدقائه،
بل يكون موضع ثقة الناس الآخرون، وغالبا ما يلجأ إليه طلبا لحل مشكلة ما تعترضهم، أو ابتغاء مشورة فيجدونها لديه نزيهة مجردة، يقول مثل دارج "صديقك من صدّقكَ لا من صدقك" أي أن الصديق الوفي هو من صدَقَك في كلامه وأعماله وليس من يتظاهر بأنه يصدق كل ما تتحدث به ولئن يكون صحيحا، فأنه يُصدقك ولا يصدُقك فهذه ليست صداقة إطلاقا، إنما هي مراوغة وبالتعبير الاجتماعي مجاملة فارغة، والمجاملات الفارغة غالبا ما تؤدي إلى عواقب وخيمة لكونها تستند إلى الخداع وليس إلى الحقيقة والعقل السليم، ومهما كانت المجاملة مرغوب فيها، يجب أن لا تكون على حساب الحقيقة التي وحدها لها المقام الأول.
الصداقة الحقة هي تلك المؤسسة على ثوابت عقلانية منطقية والتي لا تأتي بصورة طبيعية بل تتمخض عن دراسة من تود صداقته من شتى النواحي، أخلاقه، مبادئه، مواهبه، مصداقيته، اتجاهاته، موقعه الاجتماعي وما إلى ذلك، هذه الأرضية تشكل قواعد مشجعة للصداقة.
وأخيرا نقول، نظرا لأهمية الصداقة الصادقة يجب أن تتوفر بين جميع عناصر المجتمع، كصداقة الآباء مع الأبناء، والأساتذة مع الطلاب، والرؤساء مع المرؤوسين لان صداقات مثل هذه تخلق أجواء المحبة والتفاهم والتعاون المتبادل، وتوفر المجتمع الذي يتطلع إليه كل واحد.  
   والله ولي التوفيق


الأب القس
كوركيس اليآس كوركيس

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق