الثلاثاء، 28 فبراير 2012

التسامح



كم هو جميل أن يكون التسامح أفعالا لا أقوال. لا يعلق على الجدران بل يترجم على ارض الواقع بصورة عملية بيننا وبين غيرنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر هل هناك رابطة اجتماعية أقوى  في الكون من رابطة الزواج؟ بالطبع لا.
 فمن الذي شرع لنا أن الزواج بالكتابية وهي من دين له كتاب جائز لا غبار عليه؟ قال تعالى: "والمحصنات من المؤمنين والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب" (المائدة:آية 5)
ثم لننظر إلى سر انتشار الإسلام واعتناقه ودخول الناس فيه أفواجا مع الأخذ في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة  والمجادلة بالتي هي أحسن.. ليس في ذلك إكراهاً ولا تشديداً ولا عنفاً (أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن) (النحل: آية 125)
وما اقر الإسلام يوما العنف ولا التشديد، قال تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"

فبماذا توحي لك العبارات السابقة؟
إن الأخذ بالتسامح والتعامل مع الناس بتلك الصور هي من موجبات هذا الدين ويقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): (ليس منا من دعا إلى عصبية).
والإسلام لم يقتصر التسامح فيه على أهل الكتاب  فحسب بل شمل المشركين أيضا فدعا الإسلام إلى منحهم الجوار والأمان حين يطلبه احد المشركين، قال تعالى: (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون) (التوبة: آية 6)
ويعتبر الإسلام ضرب الإنسان الفاجر أو المعاهد دون ذنب أو سبب، جريمة يتبرأ منها الرسول (صلى الله عليه وسلم) من صاحبها فيقول:(من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى لمؤمنها، ولا يفي لعهد ذي عهدها فلست منه، وليس مني)، وذلك حتى لا يأخذ الناس بعضهم بعضاً بالظن، وحتى لا تكون الدنيا فوضى، فالإسلام لا يقوي الظلم ولا العدوان حتى على الفاجر أو من كان معاهداً؛ فالفاجر فجوره على نفسه وحسابه على الله.
وليس لأحد كائناً من كان أن يعطي نفسه الشرعية والحق في ضرب الناس أو إكراههم باسم الإسلام، فانه بذلك التصرف يسيء للإسلام والى سماحته، فإذا كان الأمر كذلك أليس حري بنا أن نرجع ونقرأ حياتنا من جديد إذا أردنا ان نعيش سعداء لا أشقياء.
                                                                                                 مجيد حميد
                                                                                       جامع إبراهيم بك/ كركوك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق