الثلاثاء، 28 فبراير 2012

رسالة السلام



إن الشخصية تعتبر قوية إذا ارتبطت عناصرها واتجهت لغرض واحد في الحياة فإن هذا الترابط والتوحيد في عناصر الشخصية والتكامل هنا شبيه بالتكامل الرياضي لان التكامل في العلوم  الرياضية هو التوحيد بين عدد كبير من العناصر الصغيرة لتكون وحدة كبيرة.
يقول علماء النفس الاجتماعي "ومما لا ريب إن أفضل أسلوب تربوي لإعلاء الدوافع هو ربط سلوك الإنسان بأهداف عليا للحياة الإنسانية وبذلك تصطبغ حياة الإنسان بهذه الأهداف وتتوجه الدوافع كلها في سبيل تحقيقها" "تحقيق السلام على مختلف المستويات"
* إذا لم تعلم أين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض*
علينا جميعا أن نعرف أين نذهب وكيف ولماذا اختار انا هذا الطريق واختار الأخر ذاك الطريق.

طريق السلام مليء بالأشواك
طريق السلام مليء بالرعود والعواصف
قد تستغربون من هذا الكلام ولكن الحقيقة هي هكذا
فلولا الحروب ما وجد السلام
ولولا العداء ما وجد الصلح
فقبل أن تقطف زهرة قد تجرح يدك شوكة فلولا الإحساس بالألم فلن تكون للوردة رائحة
أسأل هنا؟
هل تستطيع أن تقرأ انفعالاتك ومشاعرك وأحاسيسك بدقة؟
إن إدراك الشيء يعتبر الخطوة الرئيسية في طريق التغيير والإصلاح..
فكن واعيا ومنتبها بانفعالاتك وأحاسيسك وراقبها أولا بأول ولا تدعها تتغلب عليك، بل كن يقضا على الدوام فلا تسمح لها بمسك زمام المبادرة وقيادة تصرفاتك وتوجهاتك بل اجعل من انفعالاتك الأداة السلمية لتحقيق طموحاتك وأهدافك.
امنع أي انفعال غير مرغوب فيه من أن يكبر ويتسع وبالتالي يسيطر على تفكيرك ووجدانك ويصدر نتيجة لذلك سلوك فعلي غير مرغوب فيه ومن ثم تؤدي هذه العملية إلى سلسلة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية ومن ثم العيش في حلقة من السلبيات.
يجب أن تأخذ عهدا على نفسك لأجل التغيير والتصحيح من خلال المسك بزمام الأمور وتكون لك سلطة عليا على انفعالاتك والتحكم فيها بدل أن تتحكم فيك.
إن التغيير والارتقاء في المستويات المعرفية والوجدانية تتطلب أساليب رئيسية ذكرنا منها التفكير وسمو الهدف والغاية والانفعال وزمام المبادرة.
السلام يتطلب أن نغير أولا من شخصياتنا المتعصبة من كل النواحي ونسيطر على وجداننا ونفرق بين الرأي والعداء..
يقول غاندي:
الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يؤدي إلى العداء، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء.
ويقول الإمام أبا الحسين لمالك الاشتر:
ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى فإن في الصلح راحة من  همومك وأمنا لبلادك.
إن لمعة الفكر هي التي تقود العمل والفكر المقلد لا يقود بل يشطح أو تصل حلوله متأخرة وناقصة وإنما الفكر الاجتهادي والإبداعي هو الذي يقود ويدق باب المستقبل.
مثلا...
ما المشكلة في تبادل أفكار الحضارات إسلامية علمانية وعدم الخوض في مسالة صراع الحضارات؟
يقول الله تعالى:
"يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة"
إن تعليم جيل مثقف واعي مدرك لا يبحث عن صراع الحضارات بل يبحث عن التطور وتبادل أفكار الإعمار والبناء..
هذه هي الإمارات العربية المتحدة لولا انفتاحها على دول العالم لما بني أعلى برج في العالم ..
وهذه قطر تقام فيها كأس العالم..


المرشد الديني محمد بلال عزيم الكاكه يي

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق