الاثنين، 2 يناير 2012

السلام روح الإسلام



لما كان السلام أسماً من أسماء الله تبارك وتعالى ، وهو اسم مصدر في الاصل كالكلام والعطاء بمعنى السلام ، كان الرب أحق به من كل ماسواه ، لأنه السلام من كل آفة وعيب ونقص ، فأنه له الكمال المطلق من جميع الوجوه ، وكماله من لوازم ذاته ، فلا يكون إلا كذلك لذا أقتضى وأقتضت حكمته أن يكون دينه مادته السلام ، بل وأشتق أسمه منه ( الإسلام )

ومن هنا كانت رسالة الاسلام السلام وروحه العالية ورغبته الاكيدة ، ولا يدرك قيمة السلام الحقيقية إلا من عاش الحرب وأصطلى بنارها ورأى وسائل الدمار والخراب . وهي تنشر الرعب بين الأبرياء وتهدم المنشآت وتهلك الحرث والنسل
ودين السلام الذي ينشد السلام ويؤمن به ويحض عليه ، وينادي بتعميمه لا يؤمن به أيمان من يتحد عنه ويردده للتمويه وذر الرماد في الأعين ، بل هو عنده عنوان وشعار ويردده المسلمون في العباد وفي التحية وفي كل مكان .
فهل وجدتم ديناً يجعل تحيته السلام ويلزم بها أتباعه ، فعندما يقول المسلم ( السلام عليكم ) فهو إخبار للمسلم عليه بسلامة من غيله المسلم وغشه ومكره يناله منه فيرد الراد عليه مثل ذلك ، أي فعل الله بك ذلك وأحله عليك ، فهو في الاول إخبار للمسلم عليه بالسلام ، وفي الثاني طلب .
وقد دلت نصوص القرآن على روحية السلام وفضل هذه التحية ، فبين الله عز وجل كونها تحية أهل الجنة . قال تعالى : (( وتحيتهم فيها سلام )) .
وفي السنة ذكر للأجر المترتب عليها ، فعن أبي هريرة ( رض ) إن رجلاً مرَّ على رسول الله (ص) وهو في مجلس فقال : سلام عليكم ، فقال له (عشر حسنات ) ثم مر آخر فقال : سلام عليكم ورحمة الله ، فقال له ( عشرون حسنة ) ، ثم مرَّ ثالث فقال : سلام عليكم ورحمة والله وبركاته ، فقال له ( ثلاثون حسنة ) .
ولكثرة تفشي معاني السلام في عبادات المسلم سواء في صلاته أو صيامه أو حجه أو زكاته وفي كل أوقات يومه ليلاً ونهاراً ، حتى عندما يموت تأتي الملائكة لتقبض روحه بسلام وسكينة وهدوء وبكل طيبة ، فحتى الخوف  من الموت يتبدد لأنه يعيش ويحيا ويموت ويبعث ويدخل الجنة في سلام تام .
(( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون .))
فالسلام في الأسلام والأسلام في السلام
لحمة واحدة وشجرة طيبة وافرة الظلال ...


الشيخ
أركان حسن العزي
إمام وخطيب جامع الخلفاء بكركوك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق