الثلاثاء، 31 يناير 2012

الهجرة النبوية سلامٌ متجدد هي حتى يرث الله الأرض ومن عليها


ان من الامور العظام التي قام بها النبي محمد (صلى الله علية وسلم ) والتي تعد من المنجزات الكبرى في تاريخ الأسلام هي الهجرة المباركة من( مكة المكرمة) أول حرم لله تعالى في الأرض إلى ( المدينة المنورة ) عاصمة أول خلافة اسلامية في العالم وهي ثاني حرم ومقدس من مقدسات المسلمين. والمطلع على دعوة النبي الأمي محمد (صلى الله علية وسلم ) ولو اطلاعا سطحيا يرى من خلال الاحداث ان النبي ( صلى الله علية وسلم ) رغم اذى المشركين له ولأهله ولأتباعه جميعا لم يأمر احد من اتباعة بالرد على تلك الأذى الجسدية والمادية والنفسية ..... طوال مدة إقامته فيها والتي بلغت ( 13 عام) بل على العكس من ذلك كان يصبرهم.

يقول الصحابي الجليل خباب بن الأرث اتيت الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو متوسد بردةً – أي جاعل بردته الشريفة وسادة – في ظل الكعبة وقد مسه اذى المشركين فقلت : يارسول الله الاتدعوا لنا ؟ الاتستنصر لنا ؟ أي تطلب النصر من الله تعالى،  فجلس النبي ( صلى الله علية وسلم ) محمر الوجه وقال: إن الرجل فيمن كان قبلكم كان ينشر بالمناشير مابين لحمه وعصبه وعظمه لا يرده ذلك ولا يصرفه عن دينه . ثم قال: ((وان الرجل ليوضع المنشار على مفرق رأسه فينشر نصفين حتى يلقى على الأرض قطعتين لا يرده ذلك عن دينه. وليحق الله تبارك وتعالى هذا الامر – اي هذا الدين – حتى يدخل في كل بيت حجر ومدر ، وأن الراكب ليسير من صنعاء الى حضر موت لا يخشى الا الله والذئب على غنمه )) قِمةُ السلام والدعوة إلى السلام ، سنين طوال يؤذون ويقول لهم ( صلى الله عليه وسلم) تستعجلون...!!  كم عظيمة الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ، كم هي عالية أخلاق الأنبياء ، السمو في الدين سمو في كل شئ  لم يأمر أحدًا من أتباعه بقتال مشركي قريش رغم ما يعانون منهم من القسوة ويلاقون منهم صنوف الاذى. لم يأمرهم ( صلى الله عليه وسلم ) بالرد بالمثل وهذا ادنى حق من حقوقهم المشروعة لكي يجنب مكة حربا لا يعرف نتائجها  الا الله تبارك وتعالى . وينشر سلاما، وهو (صلى الله عليه وسلم) يصبر ويصبر ويتحمل ويأمر بالتحمل. ثلاثة عشر عاما في مكة يصبرون على الأذى..!!  اريد ان اعرف ايها القارئ العزيز المنصف كم هي عدد السنين التي يجب ان يصبر فيه الانسان على اذى الاخرين حتى لا يكون مستعجلا ؟!
اذا كانت 13 عشر سنة لا تكفي فكم هي بربك عدد سنين عدم الاستعجال؟ وكم تكفي ؟!! من يستطيع ان يشرح لي معنى السلام ان لم تكن الهجرة الشريفة هي السلام فما المعنى العملي والقولي للسلام إذ  لم تكن هذه... !!!  ولم يأمرهم بالهجرة إلا بعد أن طفح الكيل وازداد الأذى على حدٍ لا يطاق ابدآ ، أمرهم نعم...!  ولكن بأمر عظيم ،  بالهجرة لا بالحرب ولا بالقتال فكانت الهجرة سلاما فوق سلام بل هي سلامٌ  حتى يرث الله الارض ومن عليها . فتركوا من اجل السلام الديار والأهل والعيال و المال .
السلام عليك يارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) السلام عليكم يا أصحاب نبي السلام ، السلام عليك يا هجرة الخير: السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات في مشارق الارض ومغاربها.
                       

الشيخ جليل إبراهيم إسماعيل
إمام وخطيب جامع نور الرحمن كركوك – عرفة
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق