الثلاثاء، 31 يناير 2012

طوبى لصانعي السلام



إن كلمة السلام وما تحمله من مضامين إنسانية وخلقية واجتماعية،أبدت السماء ذلك بهتافها (وعلى الأرض السلام) وكأنما بها تقول للبشر : لقد أتاكم السلام , سلام السماء بينكم على أسس قوية مستوحاة من روح المبادئ السماوية, لتنعموا بحياة , تسخى بالعطاء وتزخر بالسعادة والرفاه , بل هو سلام مرتبط بالله مباشرة وهو صادق بوعيده وكلمته لا تسقط على الأرض , ))وهذا السلام غُرِسَ أُصوله فيَّ وليسَ في المسامع والأفواه((, ولأنه أسس على عنصرين مهمين هما الحب والعدل اللذين بدونهما لا سلام على الأرض ,
فكيف بنا اليوم ونحن بحاجة إلى هذا السلام , لينقض أركان الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار , السلام الشامل الذي تذوب إمامه كل الاعتبارات الدنيوية لكونه سلاما إلهيا , فالبشر عنده سواسية لا امتياز لأحد على الآخرإلا بقوة الإيمان والتقوى وقداسة السيرة وغزارة العطاء فلكي يسود السلام إذن توجب أن تسود المحبة أولا لله والإنسان , فمن لا يكن الحب للإنسان لا لا يصدق حبه لله , ومن يحاول أن يصنع الحواجز بين إنسان و آخرأو شعب وآخر, أو امة وأخرى بقصد الفرقة والتجزئة يدل على أن قلبه خال من الحب , ومن خلا قلبه من الحب كان بعيدا عن الله وعن إرادته بسعادة الناس وسلامتهم .
وبلسان المسيح له المجد، خص بالطوبى للذين يتعاملون مع السلام بصدق وأمانة وتضحية قائلا لهم طوبى لصانعي السلام .
هكذا نتمنى للجميع السلام, سلام القلب سلام المشاعر الجياشة للمحبة للتضحية من اجل الآخر وما أعظم من حب الله أن يقدم الإنسان نفسه فداء عن الآخرين.



الأب القس
كوركيس اليآس كوركيس


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق