الثلاثاء، 31 يناير 2012

السلام والمحبة


هذه قصة حقيقية وواقعية تعلمنا شيئا" عن السلام والمحبة
كانت تعيش في أحدى القرى فتاة تزوَّجت وذهبت إلى بيت حماتها لتعيش مع زوجها في بيت أسرته،
ولم تمضِي فترة قليلة إلاَّ ووجدت أنها لم تَعُد قادرة على المعيشة مع حماتها على الإطلاق. فإنها وجدت أن شخصيتها لا تتناسب، بل وتختلف كل الاختلاف مع شخصية حماتها ؛ وكذلك شخصية حماتها نفس الشيء تختلف معها ! فقد كانت تغضب من عادات حماتها، بالإضافة إلى أن حماتها كانت تنتقدها دائماً. ومرَّت الأيام  والفتاة  وحماتها لا تكفَّان عن العراك والجدال.
 ولكن ما جعل الأمر أسوأ وأسوأ، هو أنه بحسب التقاليد يجب على الكنَّة (زوجة الابن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء. وقد تسبَّب كل هذا الغضب والشقاء لزوجها بالحزن والألم الشديد. وأخيراً، وجدت الزوجة أنها لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكُّمها فيما بعد، فقررت أن تفعل أي شيء لتلافي ذلك.

وفي اليوم التالي توجَّهت الزوجة إلى صديق حميم لوالدها، تاجر أعشاب طبية في القرية التي تعيش بها. وأخبرته بما تعانيه وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السامة حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة وإلى الأبد. وفكَّر الصديق مليّاً برهة من الزمن، وأخيراً قال: ”انظري، يا أبنتي، سوف أساعدك على حل مشكلتك، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا أقوله لكِ وتطيعيني
 فردَّت عليه :حاضر، سوف أفعل كل ما تقوله لي“. ودخل الصديق إلى الغرفة الداخلية لدكانه، ورجع بعد عدة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب. وقال لـها ”انظري، أنتِ لا تستطيعين استخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ، لأن ذلك سوف يثير الشك في نفوس أهل القرية. لذلك فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السموم في جسمها. وعليكِ يوماً دون يومٍ أن تُعدِّي لحماتك أكلة لذيذة الطعم وتضعي فيها القليل من الأعشاب في إناء للطبخ. ولكي تتأكَّدي من أنه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت، فلابد أن تكوني واعية جداً أن تتصرفي معها بطريقة ودية جداً. فلا تتجادلي معها وأطيعيها في كل رغباتها، بل عامليها كأنها ملكة البيت.
وسُرَّت الفتاة جداً، وشكرته ، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطة لقتل حماتها ! ومرت الأسابيع، وتتابعت الشهور والفتاة تُعِدُّ الطعام الخاص الممتاز كل يوم لحماتها، وتعاملها كأنها أُمها.
وبعد مرور ستة أشهر، تغيَّر كل شيء في البيت. فقد بدأت الفتاة تمارس ضبطها لغضبها من حماتها، حتى أنها وجدت أنها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب.
وظلَّت لا تدخل في مجادلات مع حماتها ، لأن حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر. وهكذا تغيَّر اتجاه الحماة تجاهها وبدأت تحبها كأنها ابنتها ! بل صارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنه لا توجد كنَّة أفضل منها . وبدأت الزوجة وحماتها تتعاملان معاً كأُم مع ابنة حقيقية! أما زوجها فعاد سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.
ولكن الزوجة كانت منزعجة من شيء ما. فتوجَّهت إلى صديق والدها وقالت له: أرجوك أن تساعدني لتجعل السمَّ الذي أعطيته لي لا يقتل حماتي! فقد تغيَّرتْ إلى سيدة طيبة، وصرتُ أحبها كأنها أُمي. أنا لا أُريدها أن تموت بالسمِّ الذي وضعته لها في الطعام“.
ابتسم وأطرق برأسه قليلاً ثم قال لها:
يا أبنتي ليس هناك ما يثير انزعاجك! فأنا لم أعطِكِ سمّاً، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها. السمُّ الوحيد كان في ذهنكِ أنتِ وفي مشاعرك تجاهها. ولكن كل هذا زال بمحبتكِ التي قدَّمتيها لها“.
أَلاَ يحدث مثل هذا الخلاف والشقاق في بيوتنا وكنائسنا وبين أفراد عائلاتنا ورجال كنائسنا؟!
 وهذا هو العلاج : أنه السلام والمحبة
فلننصتْ ونُطِعْ كلمات الوحي الإلهي لنا جميعاً، ونضعها موضع التنفيذ:
+ «ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح» (أف 4: 32،31)



الشماس الرسائلي 
 أمان توما بهنام



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق