الاثنين، 2 يناير 2012

أمير السلام



هدوء عظيم ، وليل مظلم ، وبرد صامت ، ترتجف أمامه الابدان ، في هذه الاجواء ولد أمير السلام ، جاء في الوقت الذي كان فيه قيصر يسعى لأحصاء السكان لكي يعرف مقدار الوقت التي لديه ، أننا نقف اليوم أمام قيصر ويسوع ، الاول يسعى للحرب والقتال ( باحثاً عن الكمية والعدد ) والثاني أمير سلام لا يزال طفلاً يحتاج  الى مريم ويوسف ، بكلمة أخرى يحتاج الى كل واحد فينا لكي يحقق سلامه في عالمنا .

طفل بريء ، في مذود وضيع ، ومغارة حيوانات هذا ماكان يحيط بيسوع أثناء ولادته ، هذه الاشياء البسيطة التي ستبقى ترافقه على مدى حياته ، ولد بين الفقراء والمساكين والمهمشين ، وسيعيش بينهم ويموت من أجلهم ..؟ فلماذا كل هذا ...؟ إنه درس بليغ لنا مفاده ، إن المؤمن الحقيقي لا يمكنه أن يفهم يسوع ورسالته ما لم يمتلك روح البساطة ، مالم يتنازل عن كبريائه .
أخوتي ...
لقد ولد يسوع وفرحنا به ، المطلوب منا اليوم أن نفرحه نحن أيضاً بأعمالنا ببساطتنا ، بحبنا بعضنا لبعض ، بالعيش في السلام الدائم مع الله والقريب والمخلوقات . نحن مدعوين لنجعل ظلمات نفوسنا نوراً نأخذه من مغارة بيت لحم ، ومن قلوبنا مزودا نستقبل فيها كلمة الله ، إن الميلاد هو يوم التجدد ، وبدء صفحة جديدة في الحياة ، متناسين الاحقاد الماضية متصالحين بعضنا مع بعض ، إنه فرصة لنا لنتجدد ، والكنيسة عندما تحتفل بالميلاد تتوخى هذا الهدف السامي ... أن أكون إنساناً جديداً .
لتكن أيامكم أعياداً وفرحاً 
والى كل شعوب العالم ليتنعموا بهذا السلام . 
والنعمة تشمل الجميع دائماً وأبداً آمين

الأب القس
كوركيس الياس كوركيس

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق